تاهت ملامحنا ...ركبت الحافلة فى طريق عودتى إلى منزلى بعد يوم شاق فى العمل ...
جلست قبالتى ،، وحانت منى إليها إلتفاتة ، ثم صرفت نظرى سريعا حتى لا تبصرنى ...
هل من الممكن أن تكون هى ؟!!
نفس الملامح تقريبا .. لكن ليست هى ... لم أرها منذ مدة بعيدة قاربت على السنوات الثلاث ،
لم نلتقى ولو مصادفة فى طريق ،، لكن هل من الممكن أن تغيب ملامحها عن الذاكرة ؟!
لست أدرى ! انتابتنى حيرة شديدة ،، وتناولتنى الأفكار عنيفة فى صراعها بأعماقى
فلا أستطيع النظر إلى الفتاة ، خشية الإحراج الذى قد أتعرض له ...
ولا أستطيع أن أصرف نفسى عن التفكير فى أمرها ...
بكل آليات الاستدعاء التى أخزنها بأعماقى أحث الذاكرة على استدعاء صورة لها
فتسعفنى بصورة باهتة ، وكأنى أبصرها من بعيد !
أحاول تقريب الصورة إلى مرمى النظر الداخلى أكثر فأكثر ...
أغمض عينى بقوة فى محاولة يائسة للتركيز العميق ....
نعم وقفتها أمام بيتى وهى تمر على لنترافق فى طريق الذهاب إلى دورة عدوى اللدود ( الكمبيوتر)
نفس النظارة البنية ! لكن هناك اختلاف ما ....
أستشعره بأعماقى ولا أدركه فى الواقع !
هل من الممكن أن تتوه منا الملامح هكذا ؟!
إذا كانت هى ، لما لم تبادرنى بالحديث ؟!
هل غابت ملامحى أنا الآخرى عنها ؟1
صراع يجوب أعماق النفس يبدد الهدوء ويشعل فى القلب صديدا لجراح غائرة
إثر طعنات صداقة زائفة ذهبت أدراج الرياح !!
هل خشيت أن تحدثنى فلا أكون أنا من تقصدها ؟!
أبها نفس اضطراب المشاعر التى تجتاحنى الآن ؟!
أم أن الأمر لا يعنيها البتة ؟! أم هى ليست هى ؟!
هل تأثرت ذاكرتى بذلك الحادث الذى تعرضت له صباحا وكاد أن يؤدى بحياتى لولا رحمة الله ؟!
يا إلهى تكاد تقتلنى الأفكار ! هل من خلاص ؟!
أخيرا سأنزل من الحافلة ... أيتها الأفكار فلتظلى فى الحافلة
لا أريدك أن ترافقينى ...
سرت فى ذلك الطريق الرملى القصير المؤدى إلى منزلى
ومازال يرن بعقلى رنين أسئلتى الحائرة ...
فهل من الممكن أن تغيب عنا ملامحنا ؟!