الطفل الموهوب

هو الطفل الذي يظهر تفوقاً ملحوظاً في مجالات معينة ويتمتع بقدرة ذهنية ممتازة .
كذلك هو الذي يتمتع بقدرات ومهارات خاصة في مجالات الحرف والفنون
وأوجه العلوم الأخرى إلى جانب مستوى ذكاء مرتفع ومستوى أداء أعلى مع
تنوع واسع في القدرات أو قدرة عالية في مجال واحد .
ويترادف تعريف موهوب مع تعريف متفوق ويحظى بأكبر قدر من القبول
رغم الاعتراضات .
وفي الأخير فالطفل الموهوب هو نوعية خاصة من الأطفال في مختلف
الأعمار يملكون قدرة فائقة على الأداء العالي في مختلف المجالات مثل المجال
العقلي والمجال ألابتكاري ، المجال الإبداعي ، المجال ألتحصيلي .
كما يتميز الطفل الموهوب بمجموعة من الخصائص العقلية والوجدانية
والجسمية والسلوكية بالإضافة لخصائصه الشخصية .


فمثلاً في المجال العقلي يتصف الطفل الموهوب بمجموعة خصائص
يمكن إدراجها في النقاط التالية:-
- سريع التعلم ، دائم الاستفسار ، متفوق في التحصيل الدراسي .
2- قادر على الانتباه والتفكير والتركيز لأطول وقت .
3- سريع الاستجابة ، حاضر البديهة .
4- يفضل الكلام المباشر دون استعمال الرموز .
5- يقرأ ويكتب ببطء أحياناً بسبب اهتماماته العقلية الأخرى .
6- يحب الاطلاع وله رغبة قوية في المعرفة ، وحصيلة معلوماتية واسعة ، وحصيلة لغوية جيدة .
7- يهتم بالمسائل المجردة والنظرية أكثر من المواضيع العلمية .
8- مرن وقادر على تغيير الحالة الذهنية بتغير المواقف .
9- يتعلم المهارات الأساسية بسرعة وبدون تمرين .
10- يملك دراية علمية جيدة بحقائق الأشياء .


* إما في الجانب الاجتماعي والذي يعتبر المؤشر الواضح لبيان وكشف
موهبة الطفل وتفوقه نجد بعض الخصائص ذات الأثر الظاهر في شخصية الطفل
مقارنة رصفاه من الأطفال الآخرين ، حيث تتجلى سلوكياته الاجتماعية في
مجموعة من الخصائص تندرج في الآتي :-
• مبادر للعمل ومستعد لبذل الجهد ويقدم المساعدة للآخرين .
• قادر على كسب الأصدقاء .
• يتقبل النقد دون أن تثبط عزيمته .
• يفضل الألعاب المعقدة والأنشطة التي تحتاج إلى التفكير .
• سريع الاستجابة والتعايش مع الجماعات الأخرى


والطفل الموهوب يملك خاصية وجدانية انفعالية عالية الحساسية، فقد
ينتابه الضيق أو الفرح في مواقف تبدو عادية للأطفال الآخرين لما يتصف به من
سمات وجدانية يمكن جملها في نقاط كالآتي :-
 سريع الرضاء ولا يميل للتحامل .
 يتوافق بسهولة مع التغيرات والمواقف الجديدة .
 يتضايق في بعض الأحيان من سوء التكيف نتيجة نقص الفرص .
 سريع الغضب ولا يتنازل عن رأيه بسهولة .
 لا يحب أن يطُلع الآخرين على أفكاره .
 يحرص على أن تكون أعماله متقنة .
 يملك إرادة قوية ولا يحبط بسهولة


أما في الجانب الجسماني فان الطفل الموهوب يمتاز بسمات وخصائص
واضحة يمكن تلخيصها في النقاط التالية :-
• يتمتع بصحة جيدة وقوة جسمانية وتغذية جيدة .
• يكون خالياً من الاضطرابات العصبية .
• طاقته للعمل عالية ونموه العام سريع .
• رياضي ويحب الحركة والجري .
• صحيح البنية وحسن التكوين ويتحمل المشاق .
• ينام لفترة قصيرة ولديه طاقة زائدة .

* وللوصول لاكتشاف الأطفال الموهوبين لا بد من الاعتماد على عدة
طرق وذلك من خلال اتخاذ أسلوب الملاحظة كدليل أو مؤشر على وجود تفوق
في قدرات الطفل العقلية ، ويعتمد في ذلك على رأي المعلمين حيث أن
المعلم بإمكانه التعرف على اتجاهات الطفل الموهوب عبر قيم معينة يدركها
المعلم ويلاحظها على الطفل كذلك دور الأسرة أو من هم اقرب للطفل
وملاحظتهم تعطى مؤشر واضح نحو ملكة الطفل الإبداعية .
ويمكن إدراج مجموعة نقاط تساعد في ماهية هذا الطفل وميوله الإبداعية :-
أ‌أنشطة الطفل وإنتاجه ألابتكاري والإبداعي البصري .
ب‌ملاحظات المعلم والأسرة .
ت‌نتائج الاختبارات الذهنية والذكائية والاختبارات المدرسية .
ث‌اختبارات الشخصية (( الوضوح ، الصدق ، الشفافية ، المثابرة ، الطموح )) .
ج‌مقدرات التخيل (( العقلانية ، المعايشة ، التجديد )) .
ح‌الثراء المعرفي (( ذخيرة معلوماتية جيدة ، دراية علمية صحيحة ، حداثة ومواكبة )) .
خ‌المهارات الأدائية (( القدرة على صناعة الوسيلة الفنية والقدرة على استعمال الأداة الفنية )).
د‌اختبارات البينة والحالة الصحية والنفسية


ولكشف وقدرة الذكاء الجمالي لدى الطفل لابد من الرجوع إلى التكوين
الدماغي البشري وما يحتويه من خصائص تفيد في إيضاح من هم الذين
يستخدمون الجزء الأيمن أو الأيسر من المخ وما هي خصائصهم وملامح
تفكيرهم العام وميولهم ، وهنا نجد صنفان من الخصائص :-

الصنف الأول :
هم أصحاب الميول أو من يفضلون الجانب الفني " موسيقى أو
تشكيلي " وهم بذلك يستخدمون الجانب الأيمن من الدماغ ، حيث التفكير
بالبداهة البسيطة وتظهر ميولهم واستعداداتهم التفوقية في مجال الفن
التشكيلي أو الموسيقى ويسهل الكشف على هذه الشريحة عبر هذه
المجموعة من الخصائص بالإضافة إلى اختبارات الموهبة الأخرى واختبارات
القدرات الفنية .
1. يفضل الشرح المرئي .
2. يستخدم الصور للتذكر .
3. يعالج المعلومات بطريقة كلية .
4. ينتج الأفكار بطريقة حدسية .
5. يفضل الأعمال التي تتطلب تفكيراً مجرداً .
6. يتعامل مع أكثر من عمل في وقت واحد .
7. يفضل النشاطات التي تتطلب التأليف والتركيز .
8. يرتجل الخبرات المفتوحة غير المحددة .
9. يفضل الحصول على فكرة عامة .
10. يواجه المشاكل بطريقة غير جادة .

الصنف الثاني :
هم أصحاب الميول أو من يفضلون الجانب العلمي والأدبي النظري حيث
التفكير المنطقي والتحليلي وهم بذلك يستخدمون جانب الدماغ ا لأيسر وتظهر
موهبتهم وتفوقهم في مجالات المحاماة أو المحاسبة وبالنظر إلى تلك
الخصائص نجدها نقيض للجانب الفني أو المهني أو ما يتصف به أصحاب الشق
الأيمن من الدفاع كما أسلفنا فنجدهم :-
1. يفضلون الشرح اللفظي .
2. يستخدم اللغة للتذكر .
3. يعالج المعلومات بطريقة متتالية .
4. ينتج الأفكار بطريقة منطقية .
5. يفضل الأعمال التي تتطلب تفكير محسوساً .
6. يركز على عمل واحد .
7. يفضل النشاطات التي تتطلب البحث والتنقيب .
8. يفضل الأعمال المنظمة والمرئية .
9. يفضل الخبرات المحددة .
10. يواجه المشاكل بطريقة جدية .


وعير هذه الخصائص أو السابقة يتم اكتشاف موهبة الطفل ونوعية ميوله ومن
ثم يخضع لاختبار القدرات الفنية إن كان ميالاً نحو الفنون وأنواعها ,
فالطفل الموهوب في مجال الفن التشكيلي يخضع لاختبار القدرات أو كشف
المهارات التفكيرية والأدائية والتي يمكن أن نجعلها في مجموعة ملاحظات كالأتي :-


 التفكير الفني:
هو مقدرة الطفل على معالجة التعبيرات والمصطلحات اللغوية إلى
دلالات ورموز فنية اكبر من مستواه العمري وتفوقه على رصفاه من الأطفال ، وذلك دون سابق دراية أو مساعدة .


 الصياغة الفنية:
هو استطاعة الطفل ترتيب أفكاره الفنية وتصميمها في أشكال فنية
ناضجة عبر وسائط تدرس إلى فئات عمرية اكبر منه مما يعتبر نبوغ أو مرحلة متقدمة من الموهبة .


 المهارة الأدائية :
وهي مقدرة الطفل على صناعة الوسيلة الفنية وذلك بمهارته من
استخدام تقنيات الوسائل الفنية وما يتطلب ذلك من إلمام بخصائص المواد
والأدوات وذلك يعد خروجاً عن المألوف.


 الثراء المعرفي :
هو إلمام الطفل بكم كبير من المعلومات التي تدور حول الموضوع
المقصود، في وجود دراية علمية جيدة بحقائق الأشياء العامة وعلاقاتها بما هو
مقصود، مما يعطي مؤشر واضح لموهبة هذا الطفل.


 الروابط المرئية :
هو قدرة الطفل الموهوب على استشفاف المرئيات البصرية وترجمتها
إلى رموز ذات دلالات فنية ، تفيد في فهم ماهية جزئيات العمل الفني مثال/
إدراك معاني الألوان وخصائصها وفهم الدرجات اللونية وانطباعاتها والتيقن من
المستويات وإحساساتها ا لأمر الذي يجعل إنتاج الطفل من هذا النوع مثيراً .

ودائماً استفيد من خبرتي الطويلة في كشف ذوي الموهبة مستعيناً
بالجدول ألاستبياني الذي يكشف عن ملامح الشخصية الفنية لدى الطفل الموهوب .
وهو عبارة عن مجموعتين من الأسئلة كل واحدة إفادتها تكون سلباً أو
إيجاباً وعند تجميع حصيلة الإفادات يتحول مؤشر الشخصية إلى الجانب الدماغي
الذي يتبعه الطفل المقصود بالكشف .


* وأخيرا يبقى هذا المخلوق البديع " الإنسان " وعظمة تكوينه وخفاياه
البيولوجية المعقدة حكراً لخالق بديع محيط بخبايا الأنفس وما يجول فيها والله
اعلم وهو المستعان والموفق .